الإجراءات القانونيةالدعاوى القضائيةالقانون الجنائيالقانون المدنيالقانون المصري

مدى إلزامية الخبرة الطبية في قضايا العاهة المستديمة

مدى إلزامية الخبرة الطبية في قضايا العاهة المستديمة

دور التقرير الطبي في تحديد التعويضات وإثبات الضرر

تعد قضايا العاهة المستديمة من القضايا القانونية المعقدة التي تتطلب دقة متناهية في إثبات الضرر وتقدير التعويضات. تلعب الخبرة الطبية دورًا محوريًا وحاسمًا في هذه القضايا، إذ تمثل الأداة العلمية التي تعتمد عليها المحكمة لبيان طبيعة الإصابة، مدى استمراريتها، وتأثيرها على قدرة المتضرر على الحياة والعمل. سيتناول هذا المقال التحليل العميق لدور الخبرة الطبية في قضايا العاهة المستديمة، مسلطًا الضوء على مدى إلزاميتها وإجراءات تقديرها، وكيفية استخدامها كدليل قاطع لإثبات الضرر وتحديد التعويضات العادلة للمتضررين في إطار القانون المصري.

مفهوم العاهة المستديمة وأركانها القانونية

تعريف العاهة المستديمة

مدى إلزامية الخبرة الطبية في قضايا العاهة المستديمةالعاهة المستديمة هي إصابة جسدية أو عقلية ينتج عنها نقص دائم في قدرة الشخص على أداء وظائفه الحياتية أو المهنية بشكل طبيعي، أو فقدان عضو من أعضاء الجسم أو تعطيل وظيفة أحدها. تتسم هذه الإصابة بالاستمرارية والثبات، مما يميزها عن الإصابات المؤقتة التي يمكن الشفاء منها بالكامل. يعتمد القانون على هذا المفهوم لتحديد مدى استحقاق المتضرر للتعويض عن الأضرار اللاحقة به. فهم هذا التعريف هو الخطوة الأولى لتحديد الحقوق والالتزامات القانونية. وتستوجب هذه العاهة تدخلاً طبيًا متخصصًا لتقديرها بدقة.

الأركان اللازمة لتحقق العاهة المستديمة

لتحقق العاهة المستديمة قانونًا، لا بد من توافر عدة أركان أساسية. أولاً، وجود إصابة جسدية أو نفسية مثبتة بتقرير طبي موثوق. ثانياً، أن تكون هذه الإصابة قد نتجت عن فعل ضار. ثالثاً، أن تتسبب الإصابة في عجز دائم ومستمر يؤثر على قدرة المصاب. رابعاً، وجود علاقة سببية مباشرة بين الفعل الضار والإصابة الدائمة. هذه الأركان تشكل الأساس الذي تبني عليه المحكمة حكمها وتحدد بناءً عليه مدى استحقاق التعويض. يجب أن تكون هذه الأركان واضحة لا لبس فيها أمام القضاء لضمان العدالة. وتتحقق هذه الأركان عبر الأدلة القوية والتقارير الطبية الموثقة.

الفرق بين العاهة المستديمة والإصابة المؤقتة

يتمثل الفارق الجوهري بين العاهة المستديمة والإصابة المؤقتة في عنصر الديمومة والاستمرارية. فالإصابة المؤقتة هي تلك التي يرجى الشفاء منها في غضون فترة زمنية محددة، ويعود المصاب بعدها إلى حالته الطبيعية، أو بقاء أثر لا يخل بقدرته على العمل والحياة. أما العاهة المستديمة، فتعني بقاء أثر دائم وواضح للإصابة يؤثر على وظائف الجسم أو شكله بشكل لا رجعة فيه. هذا التمييز حاسم في تحديد نوع التعويض المستحق، فتعويض العاهة المستديمة يكون أكبر وأشمل نظرًا لتأثيرها طويل الأمد على حياة المتضرر. التمييز الدقيق بينهما يتطلب خبرة طبية وقانونية متخصصة. وينعكس هذا التمييز على جوانب الدعوى القضائية بالكامل.

الإطار القانوني للخبرة الطبية في قضايا العاهة المستديمة

نصوص القانون التي توجب الخبرة الطبية

يستند إلزامية الخبرة الطبية في قضايا العاهة المستديمة إلى نصوص صريحة في القانون المصري، سواء في قانون الإثبات أو القوانين الجنائية والمدنية. هذه النصوص تمنح المحكمة صلاحية تعيين خبير طبي لتقدير طبيعة الإصابة، مدى خطورتها، ونسبة العجز الناتج عنها. تهدف هذه النصوص إلى ضمان تطبيق العدالة بأسس علمية وموضوعية، خاصة في المسائل الفنية التي تخرج عن نطاق الخبرة القضائية المباشرة. ويعد هذا الإجراء القانوني ضروريًا لتقدير حجم الضرر بدقة. وتلزم المحكمة بهدف التأكد من جميع التفاصيل. تشكل هذه النصوص ركيزة أساسية في إجراءات التقاضي.

متى تكون الخبرة الطبية إلزامية؟

تكون الخبرة الطبية إلزامية في العديد من قضايا العاهة المستديمة عندما تكون هناك حاجة ماسة لتقدير طبي متخصص لتحديد مدى الضرر ونسبته. هذا يحدث غالبًا في الدعاوى الجنائية المتعلقة بالاعتداءات التي ينتج عنها عاهة مستديمة، وكذلك في الدعاوى المدنية المتعلقة بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن حوادث أو أخطاء مهنية. عندما لا تكون طبيعة الإصابة واضحة للمحكمة، أو تتطلب رأيًا فنيًا دقيقًا، فإن الخبرة الطبية تصبح إجراءً لا غنى عنه. وتعد الخبرة الطبية حتمية في حالات النزاع حول طبيعة الإصابة. وذلك لتقديم رؤية واضحة أمام هيئة المحكمة. كما أنها تضمن الموضوعية والحيادية في تقدير حجم الضرر.

الاستثناءات من إلزامية الخبرة الطبية

قد لا تكون الخبرة الطبية إلزامية بشكل مطلق في جميع الحالات، حيث يمكن للمحكمة أن تستغني عنها في بعض الظروف الاستثنائية. يحدث ذلك عندما تكون العاهة المستديمة واضحة وجلية ولا تحتاج إلى رأي طبي متخصص لبيانها، أو عندما تكون الأدلة الأخرى في الدعوى كافية لإثبات الضرر بشكل قاطع، مثل تقارير طبية سابقة أو شهادات شهود تؤكد طبيعة الإصابة بشكل لا يدع مجالاً للشك. ومع ذلك، يظل الأصل هو اللجوء إلى الخبرة الطبية لضمان أقصى درجات الدقة والعدالة في تقدير الضرر. هذه الاستثناءات قليلة ويجب أن تكون مبررة بقوة. وغالباً ما تتطلب موافقة جميع الأطراف. يتم التعامل مع هذه الحالات بحذر شديد لضمان حقوق المتضررين.

إجراءات طلب وتعيين الخبير الطبي

من له الحق في طلب الخبرة الطبية؟

يحق لأي من طرفي الدعوى، المدعي أو المدعى عليه، طلب تعيين خبير طبي لتقدير العاهة المستديمة. كما يحق للمحكمة، من تلقاء نفسها، أن تقرر تعيين خبير إذا رأت أن الأمر يستدعي ذلك لتوفر الأدلة أو لتوضيح نقاط فنية غامضة. عادة ما يكون هذا الطلب جزءًا من المرافعة، ويجب أن يتضمن المبررات التي تدعو إلى تعيين الخبير. يسهم هذا الإجراء في تقديم رؤية شاملة للمحكمة حول الحالة الصحية للمتضرر. ويجب أن يوضح الطلب النقاط التي يرغب الطرف في توضيحها من خلال الخبير. ضمان العدالة يتطلب إتاحة هذه الفرصة لجميع الأطراف.

خطوات تقديم طلب تعيين خبير

تتضمن خطوات تقديم طلب تعيين خبير طبي عدة مراحل. أولاً، يجب تقديم مذكرة أو طلب رسمي للمحكمة يتضمن تفاصيل القضية، أسباب طلب الخبرة، والنقاط التي يرغب الطرف في أن يبت فيها الخبير. ثانياً، تقوم المحكمة بدراسة الطلب وتقرر قبوله أو رفضه. في حال القبول، تحدد المحكمة الخبير الطبي، غالبًا ما يكون من جداول الخبراء المعتمدين لديها، وتحدد مهامه والأجل الممنوح له لتقديم تقريره. ثالثاً، يتم إخطار الخبير والطرفين بالقرار. يجب أن يكون الطلب واضحًا ومحددًا لتحقيق أفضل النتائج. ويجب أن تكون الأسباب مشروعة وقانونية. الالتزام بهذه الخطوات يضمن سلاسة الإجراءات وفاعليتها.

اختيار الخبير الطبي ومواصفاته

يتم اختيار الخبير الطبي بعناية فائقة لضمان حياديته وكفاءته. عادة ما يتم الاختيار من قائمة الخبراء المعتمدين لدى المحكمة، والذين يمتلكون التخصص والخبرة في المجال الطبي المتعلق بالإصابة. يشترط في الخبير أن يكون متخصصًا في الفرع الطبي ذي الصلة، ذو سمعة جيدة، ويتمتع بالموضوعية والنزاهة. للمحكمة السلطة التقديرية في اختيار الخبير، ويمكن للأطراف الاعتراض على الخبير المعين في حالات معينة ومبررة. الاختيار الصحيح للخبير يؤثر بشكل كبير على مصداقية التقرير وفعاليته في الدعوى. وتعتمد المحكمة على توصياته بشكل كبير في الحكم. لذلك، يجب أن يكون الخبير على درجة عالية من الكفاءة والموضوعية. يتم مراعاة التخصص الدقيق عند الاختيار.

مهام الخبير الطبي ونطاق عمله

تتركز مهام الخبير الطبي في فحص المتضرر وتقييم حالته الصحية بدقة، بناءً على التكليف الصادر من المحكمة. يشمل نطاق عمله مراجعة السجلات الطبية، إجراء الفحوصات اللازمة، وتقييم مدى تأثير الإصابة على وظائف الجسم وقدرة المتضرر. يقوم الخبير بتحليل جميع المعطيات وتقديم تقرير مفصل إلى المحكمة يتضمن تشخيصًا دقيقًا، تحديد نسبة العجز، وبيان ما إذا كانت الإصابة تعتبر عاهة مستديمة أم لا، مع تحديد الأسباب المباشرة وغير المباشرة إن أمكن. هذا التقرير يعد دليلًا فنيًا أساسيًا تعتمد عليه المحكمة في إصدار حكمها. يجب أن يكون التقرير شاملاً وواضحًا. ويعالج جميع النقاط التي طلبتها المحكمة. الخبير ملزم بالحياد وتقديم الحقائق العلمية فقط. وتعتبر هذه المهام أساسية لتحقيق العدالة في القضية.

تحديات الخبرة الطبية وكيفية التعامل معها

اختلاف آراء الأطباء

قد تنشأ تحديات في قضايا العاهة المستديمة بسبب اختلاف آراء الأطباء حول طبيعة الإصابة أو نسبة العجز. هذا الاختلاف قد يؤدي إلى تعقيد الإجراءات القضائية ويطيل أمد التقاضي. للتعامل مع هذا التحدي، يمكن للمحكمة أن تطلب ندب لجنة ثلاثية من الخبراء لتقديم رأي مجمع، أو أن تعتمد على الأدلة الأخرى في الدعوى لترجيح رأي على آخر. كما يمكن للمحامين تقديم أدلة داعمة لتقرير معين أو الطعن في آخر. الهدف هو الوصول إلى رأي طبي أقرب ما يكون إلى الحقيقة والموضوعية. وهذا يضمن تقديم حلول عملية ومرضية. ويجب أن تكون المعالجة شفافة وعادلة لكافة الأطراف. البحث عن حلول بديلة ضروري في هذه الحالات.

صعوبة تقدير الضرر المستقبلي

تعد صعوبة تقدير الضرر المستقبلي من أبرز التحديات التي تواجه الخبرة الطبية في قضايا العاهة المستديمة. فالبعض من الإصابات قد تتطور آثارها مع مرور الوقت، أو تؤثر على قدرات الشخص بطرق غير متوقعة. للتعامل مع هذا، يمكن للخبير أن يأخذ في الاعتبار الاحتمالات المستقبلية للضرر بناءً على الدراسات العلمية والحالات المشابهة، وقد تلجأ المحكمة في بعض الأحيان إلى تقدير تعويض مؤقت أو ترك الباب مفتوحًا لإعادة النظر في التعويض لاحقًا إذا تطورت الحالة. الهدف هو ضمان حصول المتضرر على تعويض عادل وشامل عن جميع الأضرار، بما فيها تلك التي قد تظهر مستقبلاً. وهذا يتطلب نظرة استشرافية من الخبراء. وتلعب المبادئ القضائية دورًا في التعامل مع هذه الصعوبة. لذا يتم البحث عن حلول مرنة في بعض الأحيان.

المماطلة في إجراءات الخبرة

المماطلة في إجراءات الخبرة الطبية يمكن أن تطيل أمد التقاضي وتؤخر حصول المتضرر على حقوقه. تحدث المماطلة لأسباب مختلفة، منها تأخر الخبير في تقديم تقريره، أو عدم تعاون أحد الأطراف. لمعالجة ذلك، تضع المحاكم آجالًا محددة للخبير لإنجاز مهمته، ويمكن فرض غرامات تأديبية على الخبير المتأخر دون مبرر. كما يمكن للمحكمة استبدال الخبير أو ندب خبير آخر في حال استمراره في المماطلة. يتوجب على الأطراف أيضًا التعاون الكامل لتسريع الإجراءات. هذا الإجراء يضمن سرعة الفصل في الدعاوى القضائية. ويقلل من الأعباء النفسية والمالية على المتضررين. ويؤكد على ضرورة الالتزام بالآجال القانونية. الحلول الإجرائية تساعد في تجاوز هذه العوائق.

كيفية تعزيز طلب الخبرة بقرائن إضافية

لتعزيز طلب الخبرة الطبية وجعله أكثر إقناعًا للمحكمة، يمكن للأطراف تقديم قرائن وأدلة إضافية تدعم موقفهم. يشمل ذلك تقارير طبية سابقة صادرة عن مستشفيات أو أطباء متخصصين، صورًا فوتوغرافية للإصابة، شهادات طبية توضح الحالة الصحية قبل وبعد الحادث، أو شهادات شهود عيان على وقوع الحادث وتأثيره. هذه القرائن تساعد المحكمة والخبير في فهم الصورة الكاملة للإصابة وتأثيرها، وتوفر دعمًا إضافيًا للرأي الطبي الذي سيقدمه الخبير. هذه القرائن تساهم في إرساء دعائم متينة للدعوى. وتوفر دعمًا قيمًا للرأي الطبي الفني. وهذا يقوي الموقف القانوني للمتضرر. كما تزيد من فرص الحصول على تعويض عادل ومناسب.

سبل الطعن في تقرير الخبرة الطبية

مبررات الطعن في التقرير

يمكن الطعن في تقرير الخبرة الطبية في حالات محددة ومبررة قانونًا. من أبرز مبررات الطعن: وجود خطأ مادي أو فني واضح في التقرير، عدم التزام الخبير بالمهام المحددة له من قبل المحكمة، خروج التقرير عن نطاق التكليف، أو وجود شبهة تحيز أو عدم حيادية من جانب الخبير. كما يمكن الطعن إذا بني التقرير على معلومات خاطئة أو ناقصة، أو إذا لم يأخذ الخبير في الاعتبار جميع الأدلة المقدمة له. يجب أن يستند الطعن إلى أسباب قوية وموثقة لكي يتم قبوله من المحكمة. الطعن يهدف إلى تصحيح المسار القانوني. وتوفير فرصة لتقديم رأي أكثر دقة. وهذا يضمن عدالة الإجراءات في القضية. يجب تقديم أدلة تدعم الطعن لضمان فعاليته.

إجراءات تقديم الطعن

لتقديم الطعن في تقرير الخبرة الطبية، يجب على الطرف المعترض تقديم مذكرة اعتراض رسمية إلى المحكمة في الأجل القانوني المحدد. يجب أن تتضمن المذكرة الأسباب والمبررات التي يستند إليها الطعن، مع تدعيمها بالأدلة والمستندات اللازمة. بعد تقديم مذكرة الطعن، تقوم المحكمة بدراستها وتحديد ما إذا كانت الأسباب المقدمة كافية لإعادة النظر في التقرير أو ندب خبير جديد. يجب الالتزام بالإجراءات الشكلية والموضوعية عند تقديم الطعن لضمان قبوله. تقديم الطعن بشكل صحيح يعزز فرص المتضرر. ويمكن أن يؤدي إلى تغيير مجرى القضية. وتوفر هذه الآلية ضمانة هامة للتقاضي العادل. لذا يجب الحرص على تقديم الطعن في الإطار الزمني المحدد.

طلب ندب خبير آخر (لجنة خبراء)

في حال قبول المحكمة للطعن على تقرير الخبرة الطبية، أو إذا رأت أن التقرير غير كافٍ أو غير واضح، يمكنها أن تقرر ندب خبير آخر لإعادة الفحص، أو الأفضل من ذلك، ندب لجنة من الخبراء المتخصصين في المجال ذاته. تهدف هذه اللجنة إلى تقديم رأي مجمع وأكثر شمولاً وموضوعية، يقلل من احتمالات الخطأ أو التحيز الفردي. يكون تقرير اللجنة عادةً أكثر وزنًا من تقرير الخبير الواحد، ويصعب الطعن فيه لاحقًا. هذا الحل يضمن تحقيق أقصى درجات الدقة والعدالة في تقييم العاهة المستديمة. ويعتبر من الحلول الفعالة لفض النزاعات الفنية. ويقلل من تضارب الآراء. كما يساهم في إثبات الحقيقة بشكل قاطع. وهذا يضمن تقديم حلول عملية ومرضية لجميع الأطراف المعنية. يساهم هذا الإجراء في تقديم رؤية واضحة أمام هيئة المحكمة.

أهمية الأدلة المضادة

تلعب الأدلة المضادة دورًا حيويًا في الطعن على تقرير الخبرة الطبية. تتمثل هذه الأدلة في تقارير طبية أخرى صادرة عن أطباء آخرين، شهادات طبية من جهات رسمية، أو أي مستندات طبية تتعارض مع نتائج تقرير الخبير المعترض عليه. تساعد هذه الأدلة المحكمة في مقارنة الآراء الطبية المختلفة وتحديد مدى صحة الطعن المقدم. كلما كانت الأدلة المضادة قوية وموثقة، زادت فرص قبول الطعن وتغيير مسار القضية لصالح الطرف المعترض. هذه الأدلة تعزز من موقف الطرف المتضرر. وتقدم منظورًا بديلًا للتقرير الأول. لذلك، فإن جمع الأدلة المضادة وتقديمها بعناية يعد خطوة إستراتيجية. يجب تقديم أدلة واضحة وموثقة لدعم الموقف. وهذا يضمن عدالة الإجراءات في القضية. يتم التركيز على الأدلة العلمية والموضوعية لدعم الطعن.

دور الخبرة الطبية في تقدير التعويضات

أسس تقدير التعويض عن العاهة المستديمة

يعتمد تقدير التعويض عن العاهة المستديمة على عدة أسس ومعايير محددة لضمان العدالة للمتضرر. تتضمن هذه الأسس درجة العجز الدائم الذي أثبته التقرير الطبي، عمر المتضرر، مهنته قبل الإصابة وتأثير العاهة على قدرته على ممارسة هذه المهنة أو أي مهنة أخرى، بالإضافة إلى الأضرار المادية المتمثلة في تكاليف العلاج والرعاية المستقبلية. كما تؤخذ في الاعتبار الأضرار الأدبية والمعنوية التي لحقت بالمتضرر جراء الألم والمعاناة وتأثير العاهة على حياته الاجتماعية والنفسية. كل هذه العوامل يتم دراستها بدقة لتحديد مبلغ التعويض العادل. وتعتبر هذه الأسس حجر الزاوية في تقدير التعويض. وتساهم في إرساء دعائم متينة للدعوى. هذا التقدير يضمن تحقيق العدالة التعويضية. ويتطلب دراسة شاملة لجميع الجوانب المؤثرة. كما يتم الأخذ بعين الاعتبار القوانين المعمول بها. وهذا يضمن توفير حلول عملية ومرضية لجميع الأطراف. وتعتبر هذه الأسس أساسية لتحقيق العدالة في القضية.

عناصر التعويض (المادي والأدبي)

يتكون التعويض عن العاهة المستديمة من عنصرين رئيسيين: التعويض المادي والتعويض الأدبي. التعويض المادي يشمل كافة الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تكبدها المتضرر، مثل نفقات العلاج الفوري والمستقبلي، الأدوية، الأدوات التعويضية، فقدان الكسب الحالي والمستقبلي نتيجة العجز عن العمل، وأي تكاليف أخرى مرتبطة بالإصابة. أما التعويض الأدبي فيهدف إلى جبر الضرر النفسي والمعنوي الذي لحق بالمتضرر، مثل الألم والمعاناة، فقدان الأمل في الشفاء، تدهور الحالة النفسية، وتأثير العاهة على الحياة الاجتماعية والعلاقات الشخصية. كلا العنصرين ضروريان لضمان تعويض شامل وعادل. ويجب أن يغطي التعويض جميع جوانب الضرر. ويساهم في استعادة حياة المتضرر قدر الإمكان. هذا التقدير الشامل يعكس أهمية جميع الأبعاد. وتعتبر هذه العناصر حجر الزاوية في تقدير التعويض. كما يتم الأخذ بعين الاعتبار القوانين المعمول بها. وهذا يضمن توفير حلول عملية ومرضية لجميع الأطراف. وتعتبر هذه العناصر أساسية لتحقيق العدالة في القضية. يتم التركيز على الأدلة العلمية والموضوعية لدعم الطعن.

دور المحكمة في الأخذ بتقرير الخبرة

تلعب المحكمة دورًا حاسمًا في تقدير التعويضات عن العاهة المستديمة، حيث تعتمد بشكل كبير على تقرير الخبرة الطبية كدليل فني أساسي. ومع ذلك، فإن تقرير الخبير ليس ملزمًا للمحكمة بشكل مطلق، بل هو رأي استشاري يساعدها في تكوين قناعتها. يحق للمحكمة أن تأخذ بتقرير الخبير كله أو جزء منه، أو حتى أن تطرحه جانبًا إذا وجدت فيه ما يتعارض مع أدلة أخرى قوية في الدعوى أو مع ضميرها القضائي، بشرط أن تبرر ذلك في حكمها. دور المحكمة هو الموازنة بين جميع الأدلة للوصول إلى حكم عادل ومنصف. وتعد هذه الصلاحية من أهم ضمانات العدالة. وتساهم في حماية حقوق المتضررين. وهذا يضمن تحقيق العدالة التعويضية. ويتطلب دراسة شاملة لجميع الجوانب المؤثرة. كما يتم الأخذ بعين الاعتبار القوانين المعمول بها. وهذا يضمن توفير حلول عملية ومرضية لجميع الأطراف. وتعتبر هذه الأسس أساسية لتحقيق العدالة في القضية.

أمثلة عملية لتقدير التعويضات

لتوضيح كيفية تقدير التعويضات، يمكن النظر في أمثلة عملية. فمثلاً، إذا أصيب شخص بعاهة مستديمة أدت إلى فقدان قدرته على العمل بنسبة 50%، فإن المحكمة ستنظر في دخله السابق، عمره، ونفقات علاجه، بالإضافة إلى الضرر النفسي. قد يحصل على تعويض مادي يغطي خسارة الكسب المستقبلي وجزءًا من نفقات العلاج، بالإضافة إلى تعويض أدبي عن الألم والمعاناة. مثال آخر هو شخص تعرض لحادث أفقده أحد الأطراف، هنا يكون التعويض أكبر نظرًا لخطورة العاهة وتأثيرها البالغ على حياته. تقدير التعويض يختلف من حالة لأخرى، ويتم بناءً على ظروف كل قضية والأدلة المقدمة. وتوفر هذه الأمثلة رؤية واضحة للتعامل مع الحالات. وتساعد في فهم كيفية تطبيق المبادئ القانونية. وهذا يضمن تحقيق العدالة التعويضية. ويتطلب دراسة شاملة لجميع الجوانب المؤثرة. كما يتم الأخذ بعين الاعتبار القوانين المعمول بها. وهذا يضمن توفير حلول عملية ومرضية لجميع الأطراف. وتعتبر هذه الأسس أساسية لتحقيق العدالة في القضية.

Dr. Mena Fayq

د. دكتوراة في القانون الجنائي الدولي، المحامي بالجنايات والجنايات المستأنفة، مستشار ومدرب دولي معتمد في القانون الجنائي الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock