الإجراءات القانونيةالإستشارات القانونيةالقانون المدنيالقانون المصريقانون الأحوال الشخصية

بيع الحصة الإرثية قبل القسمة

بيع الحصة الإرثية قبل القسمة: دليل شامل للورثة

التحديات والحلول القانونية لبيع نصيب الميراث قبل توزيع التركة

يواجه العديد من الورثة تحديات معقدة عندما يرغبون في التصرف في حصتهم الإرثية قبل إجراء القسمة النهائية للتركة. قد تنشأ هذه الرغبة لأسباب مالية أو رغبة في إنهاء حالة الشيوع. يستعرض هذا المقال الطرق القانونية والعملية لبيع الحصة الإرثية مع التركيز على القانون المصري.

فهم طبيعة الحصة الإرثية قبل القسمة

ماذا تعني الحصة الإرثية على الشيوع؟

بيع الحصة الإرثية قبل القسمةقبل قسمة التركة، تكون أموال الميراث مملوكة للورثة على الشيوع. هذا يعني أن كل وريث يملك حصة شائعة وغير مفرزة في كل جزء من أجزاء التركة، وليس في عين معينة بذاتها.

تعتبر هذه الحصة حقاً مالياً يمكن التصرف فيه بالبيع أو التنازل أو الرهن، لكن هذا التصرف لا يقع على عين محددة من التركة بل على نصيب الوارث في مجموعها.

التحديات القانونية والعملية لبيع الحصة

تتمثل التحديات الرئيسية في إمكانية تطبيق حق الشفعة للورثة الآخرين، وصعوبة تقدير قيمة الحصة غير المفرزة، فضلاً عن المخاطر المحتملة للمشتري الذي قد يجد نفسه شريكاً على الشيوع مع الورثة الأصليين.

تتطلب عملية البيع هذه فهماً دقيقاً للأحكام القانونية لضمان صحة التصرف وحماية حقوق جميع الأطراف المعنية.

الطرق القانونية لبيع الحصة الإرثية قبل القسمة

البيع بالتراضي لأحد الورثة

إذا رغب أحد الورثة في بيع حصته، يمكنه عرضها أولاً على باقي الورثة لشراء نصيبه. هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً وتجنب العديد من النزاعات المستقبلية وتفعيل حق الشفعة.

يتم الاتفاق على الثمن وكافة الشروط بين البائع والمشتري من الورثة، ثم يتم تحرير عقد بيع ابتدائي يتضمن تفاصيل الحصة والمقابل المتفق عليه.

يجب التأكد من وصف الحصة بدقة في العقد دون تعيين جزء معين من المال المشاع، مع الإشارة إلى أنها حصة شائعة في التركة.

البيع بالتراضي لطرف خارجي

إذا لم يرغب أي من الورثة في شراء الحصة، يمكن للوارث البائع عرض حصته على طرف ثالث من خارج الورثة. هذا التصرف متاح قانوناً لكنه يثير حق الشفعة للورثة الآخرين.

يجب على الوارث البائع أن يخطر باقي الورثة برغبته في البيع وثمن البيع، وذلك رسمياً بموجب إنذار على يد محضر، لإعطائهم فرصة لممارسة حق الشفعة خلال المدة القانونية.

يتم تحرير عقد بيع ابتدائي بين الوارث البائع والمشتري الخارجي، على أن يتم التصديق على العقد لاحقاً في الشهر العقاري بعد انقضاء مدة الشفعة دون ممارستها.

التنازل عن الحصة الإرثية

التنازل عن الحصة الإرثية هو تصرف قانوني يتخلى بموجبه الوارث عن حصته في التركة، سواء بعوض أو بدون عوض (تبرع). يختلف عن البيع في أن القصد الأساسي قد لا يكون تحقيق ربح مادي مباشر.

يمكن أن يكون التنازل لأحد الورثة الآخرين أو لشخص من خارج دائرة الورثة. يتم توثيقه بعقد تنازل رسمي، سواء كان عرفياً أو مسجلاً حسب طبيعة المال المتنازل عنه.

بمجرد التنازل، يصبح المتنازل له شريكاً على الشيوع في التركة محل التنازل. يفقد المتنازل له الأصلي حقه في الحصة المتنازل عنها. في حالة التنازل بعوض، تنطبق ذات أحكام البيع، بما في ذلك إمكانية تطبيق حق الشفعة. أما التنازل بدون عوض (الهبة)، فلا ينشأ عنه حق الشفعة.

حق الشفعة وأثره على بيع الحصة الإرثية

ما هو حق الشفعة؟

حق الشفعة هو رخصة قانونية تمكن الشريك على الشيوع من أن يحل محل المشتري الأجنبي في شراء حصة شريكه المبيعة إذا توافرت شروط معينة. يهدف هذا الحق إلى تجميع الملكية وتجنب تشتت الشيوع.

ينص القانون المدني المصري على هذا الحق، ويشترط لممارسته أن يكون البيع قد تم لشخص أجنبي (غير شريك)، وأن يتم إخطار صاحب الحق بالبيع.

إجراءات ممارسة حق الشفعة

يتعين على الشفيع أن يعلن رغبته في الأخذ بالشفعة إلى كل من البائع والمشتري خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ الإعلان الرسمي للبيع، وإلا سقط حقه.

يجب أن يودع الشفيع كامل الثمن والمصروفات التي أنفقها المشتري بحسن نية خلال ثلاثين يوماً على الأكثر من تاريخ هذا الإعلان، في خزانة المحكمة أو لدى كاتب المحكمة.

إذا لم يتم الإيداع خلال هذه المدة، يسقط حقه في الشفعة. يترتب على الأخذ بالشفعة حلول الشفيع محل المشتري في جميع حقوقه والتزاماته.

حلول إضافية واعتبارات هامة

التقييم العادل للحصة الإرثية

من أهم التحديات هو تقدير القيمة الحقيقية للحصة المشاعة. يفضل الاستعانة بخبير مثمن لتقدير قيمة الأصول المكونة للتركة بشكل دقيق وعادل.

يساعد التقييم العادل في تحديد سعر بيع مناسب، ويجنب البائع الوقوع في فخ بخس القيمة، كما يطمئن المشتري إلى صحة الثمن المدفوع.

تسجيل العقد بالشهر العقاري

لضمان صحة التصرف ونفاذه في مواجهة الغير، يجب تسجيل عقد بيع الحصة الإرثية في الشهر العقاري. يعتبر التسجيل ركيزة أساسية لاكتساب الملكية في العقارات.

التسجيل يحمي حقوق المشتري من أي تصرفات لاحقة قد يقوم بها البائع أو باقي الورثة، ويجعل العقد حجة على الكافة.

المخاطر التي تواجه المشتري

يجب على المشتري أن يدرك أن شراء حصة إرثية قبل القسمة يجعله شريكاً على الشيوع مع باقي الورثة. هذا يعني أنه لن يتمكن من التصرف في عين معينة إلا بعد القسمة النهائية.

قد تطول إجراءات القسمة، وقد تحدث نزاعات بين الورثة تؤثر على حقوق المشتري. لذا، يجب على المشتري إجراء العناية الواجبة والاستعانة بمحامٍ متخصص قبل الشراء.

اللجوء إلى دعوى القسمة القضائية

في حال تعذر الاتفاق على بيع الحصة أو قسمة التركة بالتراضي، يمكن للوارث اللجوء إلى القضاء لطلب قسمة التركة. تُعرف هذه الدعوى بدعوى قسمة المال الشائع أو دعوى القسمة الإجبارية.

إذا تعذر قسمة المال عيناً، تأمر المحكمة ببيعه بالمزاد العلني. في هذه الحالة، يمكن للوارث البائع بيع حصته بعد صدور حكم بالقسمة أو بعد البيع القضائي.

Dr. Mena Fayq

د. دكتوراة في القانون الجنائي الدولي، المحامي بالجنايات والجنايات المستأنفة، مستشار ومدرب دولي معتمد في القانون الجنائي الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock