الاستشارات القانونيةالدعاوى القضائيةالقانون المصريقانون الأحوال الشخصيةمحكمة الأسرة

حق الزوجة في مسكن الزوجية بعد الطلاق

حق الزوجة في مسكن الزوجية بعد الطلاق

دليل شامل للحقوق والإجراءات القانونية والحلول العملية

يعد مسكن الزوجية أحد أهم النقاط الخلافية التي تبرز بعد وقوع الطلاق، خاصة في ظل وجود أطفال. يضمن القانون المصري حقوقًا محددة للزوجة والأطفال في مسكن الزوجية لضمان استقرارهم وعدم تشريدهم. هذه المقالة تستعرض بالتفصيل حق الزوجة في البقاء بمسكن الزوجية بعد الطلاق، الشروط الواجب توافرها، الإجراءات القانونية اللازمة لاستعادة هذا الحق أو المطالبة به، بالإضافة إلى الحلول البديلة وكيفية التعامل مع مختلف السيناريوهات لضمان الحصول على أفضل النتائج.

الأساس القانوني لحق الزوجة في مسكن الزوجية

المواد القانونية المنظمة

حق الزوجة في مسكن الزوجية بعد الطلاقيستند حق الزوجة في مسكن الزوجية بعد الطلاق إلى أحكام القانون رقم 1 لسنة 2000 بشأن تنظيم بعض أوضاع وإجراءات التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية، وخصوصاً المادة 18 مكرر ثالثاً منه. تؤكد هذه المادة على أنه في حالة الطلاق، يكون للزوجة الحاضنة وأولادها حق الإقامة في مسكن الزوجية، وذلك إذا كان المسكن مملوكاً للزوج. الهدف من هذه النصوص هو حماية الأطفال وتوفير بيئة مستقرة لهم بعد انفصال الوالدين، مع مراعاة مصلحة الزوجة كحاضنة.

النصوص القانونية تهدف إلى تحقيق التوازن بين حقوق الطرفين، مع إعطاء الأولوية لمصلحة الصغار. ينص القانون بوضوح على أن هذا الحق مرتبط بشكل وثيق بوجود الحضانة. يتطلب الأمر فهم دقيق لهذه المواد لتطبيقها بشكل صحيح في أي دعوى قضائية. القانون يحدد كذلك إطاراً زمنياً لسقوط هذا الحق في ظروف معينة، مما يوجب على الطرفين الإلمام بهذه التفاصيل.

المبادئ القضائية المستقرة

استقرت أحكام محكمة النقض المصرية ومحاكم الاستئناف على عدد من المبادئ الهامة بشأن مسكن الزوجية. من أبرز هذه المبادئ أن الحق في مسكن الزوجية بعد الطلاق هو حق للمحضونين بالأساس، وتستمد منه الأم الحاضنة حقها في الإقامة. هذا يعني أن وجود الأطفال وكون الأم هي الحاضنة هو شرط جوهري لاستمرارية هذا الحق. المبادئ القضائية تؤكد أيضاً على أن الحكم بتمكين الزوجة من مسكن الزوجية هو حكم مؤقت بطبيعته، ويزول بزوال سببه وهو الحضانة.

المحاكم المصرية تشدد على أن الهدف الرئيسي من تمكين الزوجة من مسكن الزوجية هو توفير بيئة مستقرة للأطفال المحضونين. لذلك، فإن القضاء يوازن دائماً بين حق الزوجة في مسكن الحضانة وحقوق الزوج في ملكيته. هذه المبادئ تضمن أن لا يتم استغلال هذا الحق، وأن يظل في إطاره الصحيح الذي يحقق مصلحة الصغار أولاً. كما توضح المبادئ القضائية كيفية التعامل مع التغييرات التي قد تطرأ على وضع الحضانة.

شروط استحقاق الزوجة لمسكن الزوجية

وجود صغار حاضنة

الشرط الأساسي لاستحقاق الزوجة المطلقة مسكن الزوجية هو أن تكون حاضنة لأطفال صغار من الزوج. إذا لم يكن هناك أطفال أو إذا كان الأطفال قد بلغوا السن القانونية التي تسقط بها الحضانة عن الأم، فإن حق الزوجة في مسكن الزوجية يزول تلقائياً. يعود السبب في هذا الشرط إلى أن الهدف من منح هذا الحق هو توفير مأوى للأطفال المحضونين بالدرجة الأولى، وليس للزوجة بذاتها بعد انتهاء العلاقة الزوجية. يجب أن تثبت الزوجة المطلقة أنها حاضنة للأطفال أمام المحكمة المختصة.

تُعتبر الحضانة هي الأساس المتين الذي يبنى عليه حق الإقامة في مسكن الزوجية. بدون هذا الشرط، يصبح المطالبة بالمسكن أمراً غير ممكن قانونياً. ولذلك، يجب على الزوجة تقديم ما يثبت حقها في الحضانة، سواء كان ذلك بحكم قضائي أو باتفاق موثق. يؤثر أي تغيير في وضع الحضانة بشكل مباشر على هذا الحق، مثل انتقال الحضانة إلى الأب أو الجدة، أو بلوغ المحضون سن إسقاط الحضانة عن الأم.

ألا يكون لها مسكن آخر

يشترط أيضاً لتمكين الزوجة من مسكن الزوجية ألا يكون لديها مسكن آخر مستقل ومناسب لإقامتها ولأولادها. هذا الشرط يهدف إلى التأكد من أن الزوجة وأولادها في حاجة فعلية للمسكن الزوجي. إذا كانت الزوجة تمتلك مسكناً آخر مناسباً أو كان بإمكانها الحصول على مسكن آخر بنفس المستوى، فإن حقها في مسكن الزوجية قد يسقط. تقع عبء إثبات عدم وجود مسكن آخر مناسب على الزوجة في بعض الحالات، أو على الزوج إثبات وجود هذا المسكن الآخر لإسقاط حقها.

تقدر المحكمة مدى مناسبة المسكن البديل إن وجد، وتراعي في ذلك الظروف المعيشية والاجتماعية للأسرة. الهدف هو ضمان أن لا يكون هناك استغلال لهذا الحق، وأن يتم منحه فقط لمن هم في حاجة ماسة إليه لتوفير السكن المناسب للأطفال. إذا قدم الزوج دليلاً قاطعاً على امتلاك الزوجة لمسكن آخر يتوافق مع معايير السكن المناسب للأطفال، فإن طلب التمكين من مسكن الزوجية قد يُرفض أو يسقط.

طبيعة المسكن (مملوك أم مؤجر)

يختلف التعامل القانوني مع حق الزوجة في مسكن الزوجية بناءً على ما إذا كان المسكن مملوكاً للزوج أم مؤجراً. إذا كان المسكن مملوكاً للزوج، فإن للزوجة الحاضنة حق البقاء فيه. أما إذا كان المسكن مؤجراً، فإن القانون يمنح الزوجة الحاضنة حق الاستمرار في الانتفاع بإيجار المسكن، حتى لو انتهت العلاقة الزوجية بينها وبين الزوج. في هذه الحالة، يمكن للمحكمة أن تحكم بتمكين الزوجة من عقد الإيجار. هذا يضمن عدم تشريد الزوجة والأطفال بسبب انتهاء الإيجار.

الفرق الجوهري يكمن في كيفية تطبيق الحكم. في حالة المسكن المملوك، يكون الحكم بتمكين الزوجة من الإقامة. أما في المسكن المؤجر، فيكون الحكم بالاستمرار في عقد الإيجار أو الحصول على حق انتفاع بالإيجار، مع التزام الزوج بسداد الأجرة إن لم يكن هو المستأجر الأصلي. القانون يهدف إلى حماية استقرار الأسرة بجميع الأحوال، سواء كان المسكن ملكاً أو إيجاراً، بتوفير حلول عملية لكلتا الحالتين. يُفترض أن المسكن كان هو مقر الإقامة المعتاد للأسرة قبل الطلاق.

أنواع الدعاوى المتعلقة بمسكن الزوجية

دعوى تمكين من مسكن الزوجية

تعتبر دعوى التمكين من مسكن الزوجية هي الأكثر شيوعاً التي تلجأ إليها الزوجة المطلقة للحصول على حقها في الإقامة بالمسكن مع أطفالها. تهدف هذه الدعوى إلى إصدار قرار قضائي من محكمة الأسرة بتمكين الزوجة الحاضنة من مسكن الزوجية الذي كانت تقيم فيه مع الزوج قبل الطلاق. يتطلب رفع هذه الدعوى تقديم المستندات التي تثبت الزوجية، وقوع الطلاق، وكون الزوجة حاضنة لأطفال صغار، بالإضافة إلى ما يثبت أن المسكن هو مسكن الزوجية الفعلي.

تُرفع الدعوى أمام محكمة الأسرة المختصة. بعد رفع الدعوى، تقوم المحكمة بالتحقيق في الأمر، وقد تستمع إلى شهود أو تطلب تحريات لبيان حقيقة المسكن وكونه مسكناً للزوجية فعلاً. إذا ثبت للمحكمة استيفاء الزوجة للشروط، تصدر حكماً بتمكينها من المسكن. هذا الحكم يكون قابلاً للتنفيذ الجبري إذا امتنع الزوج عن تمكينها طواعية. الحكم بالتمكين هو أمر مؤقت يتعلق بوجود الحضانة.

دعوى أجر مسكن

في بعض الحالات، قد لا ترغب الزوجة المطلقة في الإقامة بمسكن الزوجية لأسباب مختلفة، أو قد يكون المسكن غير مناسب، أو لا يمكن التمكين منه لأسباب قانونية. في هذه الحالة، يمكن للزوجة الحاضنة رفع دعوى “أجر مسكن” للمطالبة بمبلغ مالي شهري من الزوج كبدل إيجار لمسكن لها ولأطفالها المحضونين. يهدف هذا الأجر إلى تغطية تكاليف إيجار مسكن بديل مناسب. تقدر المحكمة هذا الأجر بناءً على قدرة الزوج المالية والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.

لرفع هذه الدعوى، يجب على الزوجة إثبات أنها حاضنة للأطفال وأنه لا يوجد مسكن زوجية يمكنها التمكين منه أو أنها لا ترغب في الإقامة به لأسباب مقبولة. تقوم المحكمة بالتحقيق في دخل الزوج وقدرته المالية لتحديد قيمة أجر المسكن. هذا الحل يوفر مرونة للزوجة في اختيار المسكن الذي تراه مناسباً، ويضع على عاتق الزوج مسؤولية توفير السكن لأطفاله ولو بشكل غير مباشر عن طريق دفع أجر المسكن. الحكم بأجر المسكن هو حل مالي بديل عن التمكين العيني.

دعوى طرد الزوج من مسكن الزوجية

قد تضطر الزوجة في حالات نادرة جداً إلى رفع دعوى طرد الزوج من مسكن الزوجية إذا كان يعرقل انتفاعها بالمسكن بعد صدور حكم التمكين، أو إذا كان يسبب لها ضرراً يستدعي إخراجه. هذه الدعوى تختلف عن دعوى التمكين حيث أنها تهدف بشكل مباشر إلى إخراج الزوج من المسكن. غالباً ما تُرفع هذه الدعوى في سياق تنفيذ حكم تمكين سابق أو في حالات الضرورة القصوى التي تستدعي تدخل المحكمة السريع لضمان سلامة الزوجة والأطفال.

يتطلب رفع هذه الدعوى إثبات الضرر الواقع أو الإعاقة المتعمدة من قبل الزوج. المحكمة تدرس بعناية بالغة مثل هذه الدعاوى وتتخذ قرارها بناءً على الأدلة المقدمة ومصلحة المحضونين. في معظم الحالات، تكون دعوى التمكين كافية لضمان حق الزوجة في الإقامة، ولكن في بعض الظروف الاستثنائية، قد تكون دعوى الطرد ضرورية لإنفاذ الحقوق وضمان بيئة آمنة للمحضونين. هذه الدعوى تتطلب توفير أدلة قوية على ضرورة إخلاء الزوج للمسكن.

إجراءات الحصول على حكم بمسكن الزوجية

مرحلة تقديم الدعوى

تبدأ إجراءات الحصول على حكم بمسكن الزوجية بتقديم الزوجة أو وكيلها القانوني صحيفة دعوى إلى محكمة الأسرة المختصة. يجب أن تتضمن صحيفة الدعوى بيانات المدعية والمدعى عليه، وطلبات المدعية بوضوح، والأسانيد القانونية والمادية التي تستند إليها. من أهم المستندات المطلوبة: وثيقة الزواج، وثيقة الطلاق، شهادات ميلاد الأطفال، وما يثبت الحضانة، بالإضافة إلى ما يثبت أن المسكن هو مسكن الزوجية الفعلي (مثل فواتير كهرباء أو غاز باسم الزوج أو عقد ملكية أو إيجار). يجب أن تكون جميع المستندات أصولاً أو صوراً طبق الأصل.

بعد تقديم الصحيفة وقيدها في السجل، يتم تحديد جلسة لنظر الدعوى ويتم إعلان الزوج (المدعى عليه) بها. ينبغي التأكد من صحة العنوان لضمان صحة الإعلان. في هذه المرحلة، يمكن للمدعية أيضاً طلب إصدار قرار وقتي بتمكينها من المسكن لحين الفصل في الدعوى الأصلية، خاصة في حالات الضرورة الملحة. يجب أن تكون صحيفة الدعوى مكتملة وواضحة لتجنب أي تأخير في إجراءات التقاضي.

مرحلة التحقيق وإثبات الحق

بعد تقديم الدعوى، تدخل في مرحلة التحقيق وإثبات الحق. تقوم المحكمة بالتحقق من صحة الادعاءات المقدمة من الزوجة. قد تطلب المحكمة تحريات من جهات رسمية (مثل قسم الشرطة) للتأكد من أن المسكن هو فعلاً مسكن الزوجية وأن الزوجة كانت تقيم فيه مع أطفالها قبل الطلاق. يمكن أيضاً أن تستمع المحكمة إلى شهود من الطرفين، ويجوز للزوجة أن تستعين بشهود لإثبات إقامتها في المسكن أو إثبات الحضانة. كما يمكن للزوج تقديم دفوع وأدلة لإثبات سقوط حق الزوجة.

تُعقد جلسات متتالية لتبادل المذكرات وتقديم المستندات والاستماع إلى الشهود. على الزوجة أن تكون مستعدة لتقديم كل ما يثبت حقها في الحضانة وكون المسكن هو مسكن الزوجية. إذا كانت هناك مستندات تدعم موقفها، فيجب تقديمها في هذه المرحلة. المحكمة قد تأمر بإجراء معاينة للمسكن إذا رأت ذلك ضرورياً للتأكد من طبيعته ومناسبته. هذه المرحلة حاسمة في بناء قضية قوية والحصول على حكم لصالح الزوجة.

مرحلة صدور الحكم وتنفيذه

بعد انتهاء مراحل التحقيق وتقديم الدفوع، تصدر المحكمة حكمها في الدعوى. إذا قضت المحكمة بتمكين الزوجة من مسكن الزوجية، يصبح هذا الحكم واجب النفاذ. يتم استخراج صورة تنفيذية من الحكم وتقديمها إلى قلم محضرين محكمة الأسرة أو قسم الشرطة المختص. يقوم المحضرون أو مأمور الضبط القضائي (غالباً بمعاونة الشرطة) بتنفيذ الحكم وتمكين الزوجة وأولادها من المسكن الزوجي، حتى لو كان الزوج رافضاً لذلك.

يجب على الزوج الامتثال للحكم الصادر. وفي حال رفضه، يتم تنفيذ الحكم جبراً عليه، وقد يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده. الحكم بالتمكين نافذ فور صدوره ولا يجوز استئنافه أو الطعن فيه إلا في حالات محدودة جداً تتعلق بالخطأ في تطبيق القانون. يُعد هذا الإجراء من أقوى الضمانات التي يوفرها القانون لحماية الزوجة والأطفال بعد الطلاق. يتم تسليم المسكن للزوجة مع المحتويات التي كانت به كمسكن للزوجية. يجب على الزوجة الاحتفاظ بنسخة رسمية من الحكم التنفيذي.

حالات سقوط حق الزوجة في مسكن الزوجية

زواج الحاضنة بأجنبي

يعد زواج الزوجة الحاضنة بشخص آخر “أجنبي” عن الأب أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى سقوط حقها في مسكن الزوجية. وفقاً للقانون المصري، إذا تزوجت الحاضنة، تسقط حضانتها للأطفال تلقائياً، وتنتقل الحضانة لمن يليها في ترتيب الحاضنات (مثل أم الأم، ثم أم الأب، وهكذا). وبما أن حق الزوجة في مسكن الزوجية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود الحضانة لديها، فإن سقوط الحضانة يؤدي إلى سقوط حقها في الإقامة بالمسكن. يمكن للزوج في هذه الحالة رفع دعوى لاسترداد المسكن.

يستهدف هذا الشرط حماية مصلحة الطفل من أن يتم إدخال شخص غريب في حياته ومعيشته بشكل دائم. بمجرد إثبات زواج الحاضنة بأجنبي بحكم قضائي، يصبح للزوج الحق في استرداد مسكن الزوجية. يجب على الزوجة أن تدرك هذا التبعات قبل الإقدام على الزواج مرة أخرى، وأن تسعى لتوفير مسكن بديل لأولادها. هذا الشرط يُطبق بصرامة لضمان مصلحة المحضونين واستقرارهم.

بلوغ الصغار سن انتهاء الحضانة

يسقط حق الزوجة في مسكن الزوجية أيضاً عند بلوغ الأطفال المحضونين السن القانونية التي تنتهي بها حضانة الأم. حالياً، تنتهي حضانة الأم للذكور عند بلوغهم 15 عاماً وللإناث عند بلوغهن 15 عاماً أيضاً. وبعد هذا السن، يخير الصغير بين البقاء مع أمه أو الانتقال للإقامة مع أبيه. بمجرد سقوط الحضانة، تنتفي المبررات القانونية لاستمرار الزوجة في مسكن الزوجية، وبالتالي يسقط حقها في الإقامة به. يمكن للأب في هذه الحالة رفع دعوى لاسترداد المسكن.

يُعتبر بلوغ الصغار السن القانوني لانتهاء الحضانة سبباً طبيعياً ومنطقياً لانتهاء الحق في مسكن الحضانة. هذا الشرط يضمن أن يبقى المسكن مخصصاً للأطفال طوال فترة حاجتهم إليه تحت رعاية الأم الحاضنة. عند انتهاء فترة الحضانة، يصبح للزوج الحق في استعادة ملكية أو حيازة المسكن بالكامل، ما لم يتفق الطرفان على ترتيبات أخرى. على الزوجة أن تخطط لمستقبل إقامتها وأولادها قبل بلوغهم هذا السن.

انتفاء شرط الحضانة لأسباب أخرى

يمكن أن يسقط حق الزوجة في مسكن الزوجية إذا انتفى شرط الحضانة لأسباب أخرى غير زواجها أو بلوغ الصغار سن الحضانة. على سبيل المثال، إذا ثبت سوء سلوك الأم الحاضنة بشكل يؤثر على صلاحيتها للحضانة، أو إذا انتقلت حضانة الأطفال إلى طرف آخر بحكم قضائي (مثل الجدة لأم، أو الجدة لأب، أو الأب نفسه في حالات استثنائية جداً). في هذه الحالات، وبما أن الأم لم تعد هي الحاضنة للأطفال، فإن حقها في مسكن الزوجية المرتبط بالحضانة يسقط تلقائياً.

يجب أن يتم إثبات انتفاء شرط الحضانة بحكم قضائي نهائي لكي يتمكن الزوج من استرداد المسكن. يعود السبب في ذلك إلى أن المصلحة العليا للطفل هي التي تُحدد من يكون له حق الحضانة وبالتالي حق الإقامة في مسكن الحضانة. المحكمة هي الجهة المخولة بتقييم هذه الأسباب واتخاذ القرار المناسب. يسعى القانون لحماية الأطفال أولاً، وضمان أن المسكن يخدم مصلحتهم في جميع الأحوال، حتى لو تغيرت ظروف الحضانة.

حلول بديلة واعتبارات إضافية

الاتفاق الودي

يُعد الاتفاق الودي بين الزوجين المطلقين أحد أفضل الحلول وأكثرها مرونة فيما يتعلق بمسكن الزوجية. بدلاً من اللجوء إلى المحاكم والإجراءات القضائية الطويلة والمكلفة، يمكن للطرفين الاتفاق على كيفية التصرف في المسكن. يمكن أن يتضمن الاتفاق استمرار الزوجة في الإقامة بالمسكن لمدة معينة، أو توفير الزوج لمسكن بديل، أو دفع مبلغ مالي كبدل سكن. يجب أن يكون هذا الاتفاق كتابياً وموثقاً (في محضر تصادق أو عن طريق محامي معتمد) ليكون له قوة قانونية ويصعب التراجع عنه.

الاتفاق الودي يوفر للطرفين الكثير من الجهد والمال، ويقلل من التوتر والخلافات، ويسمح بتفصيل الحلول لتناسب ظروف كل أسرة. عندما يتوصل الطرفان إلى اتفاق ودي، فإنه يعكس تفهمهما لمصلحة الأطفال واستعدادهما للتعاون من أجل مستقبلهم. يفضل دائماً اللجوء إلى هذا الحل إذا كانت العلاقة بين الطرفين تسمح بذلك، ويمكن الاستعانة بوسطاء أو مستشارين قانونيين لتسهيل الوصول إلى اتفاق عادل ومرضٍ للجميع.

توفير مسكن بديل

في بعض الحالات، قد يقوم الزوج بتوفير مسكن بديل للزوجة الحاضنة وأطفالها بدلاً من تمكينها من مسكن الزوجية الأصلي. يجب أن يكون هذا المسكن البديل مناسباً من حيث المساحة والموقع والمستوى الاجتماعي، بحيث لا يقل عن مستوى مسكن الزوجية الأصلي. إذا كان المسكن البديل مناسباً، يمكن للزوج أن يطلب من المحكمة إسقاط حق الزوجة في المسكن الأصلي مقابل توفير هذا البديل. هذا الحل قد يكون عملياً للطرفين، خاصة إذا كان المسكن الأصلي غير مناسب للحضانة أو كان الزوج في حاجة إليه بشكل ملح.

يجب أن يتم تقدير مدى مناسبة المسكن البديل من قبل المحكمة المختصة، مع مراعاة مصلحة الأطفال في المقام الأول. توفير مسكن بديل يجنب الزوجة عناء البحث عن سكن جديد، ويضمن استقرار الأطفال. هذا الحل يتطلب من الزوج التزاما حقيقياً بتوفير مسكن يلبي كافة المعايير المطلوبة. قد يتم تضمين هذا الشرط في الاتفاق الودي أو قد يتم الحكم به من قبل المحكمة كبديل عن التمكين من المسكن الأصلي. يفضل توثيق موافقة الزوجة على المسكن البديل بشكل رسمي.

دور الاستشارة القانونية

يُعد الحصول على استشارة قانونية متخصصة أمراً بالغ الأهمية لكل من الزوج والزوجة في قضايا مسكن الزوجية بعد الطلاق. المحامي المتخصص في قضايا الأحوال الشخصية يمكنه تقديم النصح والإرشاد بشأن الحقوق والواجبات، وتقييم الوضع القانوني، وتحديد أفضل الخيارات المتاحة. يمكن للمحامي مساعدة الزوجة في رفع الدعاوى اللازمة، وإعداد المستندات، وتقديم الدفوع، وتمثيلها أمام المحكمة. كما يمكنه مساعدة الزوج في فهم حقوقه والخيارات المتاحة له في مواجهة دعاوى الزوجة.

الاستشارة القانونية تضمن أن يتصرف الطرفان وفقاً للقانون، وتجنبهما الوقوع في أخطاء قد تكلفهما الكثير. المحامي يمكنه أيضاً المساعدة في صياغة الاتفاقات الودية بشكل قانوني سليم يضمن حقوق الجميع. في ظل تعقيدات قانون الأحوال الشخصية، لا غنى عن الخبرة القانونية لضمان تحقيق العدالة والحصول على أفضل النتائج الممكنة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصلحة الأطفال. الاستشارة المبكرة توفر الكثير من الوقت والجهد وتجنب النزاعات الطويلة.

حماية حق الحضانة

إن الهدف الأسمى وراء جميع الإجراءات القانونية المتعلقة بمسكن الزوجية بعد الطلاق هو حماية حق الحضانة وضمان استقرار الأطفال. يجب أن تكون جميع القرارات المتخذة، سواء بالاتفاق أو بحكم المحكمة، في مصلحة الصغار أولاً وقبل كل شيء. يجب على الزوجين أن يضعا مصلحة أطفالهما فوق أي خلافات شخصية، والحرص على توفير بيئة مستقرة وآمنة لهم. المسكن الآمن هو أساس هذا الاستقرار.

يتعين على الزوجة الحاضنة أن تحافظ على المسكن وعلى محتوياته باعتبارها مؤتمنة عليه لصالح أطفالها. كما يجب على الزوج احترام حق أبنائه في المسكن الذي يضمن لهم الاستقرار بعد الطلاق. أي تصرفات تهدف إلى حرمان الأطفال من حقهم في السكن قد تكون لها تبعات قانونية سلبية على الطرف الذي يقوم بها. الحفاظ على هذا الحق يعكس مسؤولية الوالدين تجاه أبنائهما ويضمن لهم بيئة نشأة صحية ومستقرة قدر الإمكان. يُعد المسكن جزءاً لا يتجزأ من الحقوق الأساسية للمحضونين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock