القانون الجنائي نظرية سذرلاند في تفسير الظاهرة الإجرامية
نظرية سذرلاند في تفسير الظاهرة الإجرامية
نظرية سذرلاند في تفسير الظاهرة الإجرامية

نظرية المخالطة الفارقة للعالم سذرلاند في تفسير الظاهرة الإجرامية

تنسب هذه النظرية للعالم الأمريكي سذرلاند (Sutherland).

تقوم هذه النظرية علي عدة أسس:

  1. أن السلوك الاجرامي يكتسب لا يورث: السلوك الاجرامي يكتسب من خلال التعلم ولا يؤل بالوراثة ، فالشخص الذي لم يتلق تدريبا علي ارتكاب الجريمة لا يخترعها .
  2. التعلم هو وسيلة اكتساب السلوك الاجرامي من خلال الاتصال بالآخرين سواء كان اتصالاً شفوياً او من خلال ضرب الامثلة، فتعلم السلوك الاجرامي يتم من خلال الاتصال الوثيق بالأشخاص أما وسائل الاتصال التي لا تقوم علي رابطة مباشرة بين الأشخاص كالصحافة ليس لها الا دوراً نسبياً ومحدوداً في نشر السلوك الاجرامي .
  3. تعلم السلوك يشمل أمرين:
    الأول : تعلم في ارتكاب الجريمة لما يتطلبه من تخطيط وتهيئة وسائل تنفيذها.
    الثاني : توجيه الدوافع والبواعث والتبرير العقلاني للسلوك الاجرامي .
  4. من ناحية توجيه الدوافع والميول فيتعلمان كما يتعلم من الجريمة وهذا يتوقف علي نوع الثقافة لدي الأفراد المحيطين به من حيث احترامهم للقانون او ازدراؤهم له.
  5. فاذا كانت الحالة الأولي وجهوا نوازع الشخص وميوله الي احترامه،أما اذا كانت الحالة الثانية وجهوا هذه النوازع الي وجهة تستخف به وتتعارض مع القانون.
  6. ولاحظ (سذرلاند) اختلاف الآراء في المجتمع الأمريكي حول احترام القانون أو انتهاكه ، وينبني علي ذلك أن الفرد يصبح مجرماً أذا رجحت كافة الآراء التي تؤيد انتهاكه القانون علي التي تحبذ احترامه ، بمعني حين يتصل بأفراد تستحسن الاجرام ، وهذا ما يعبر عنه بالمخالطة الفارقة .
  7. تختلف المخالطات الفارقة في تكرارها واستمرارها ، وفي أسبقيتها وعمقها، اذا أن السلوك الذي يكتسبه الشخص منذ طفولته يرسخ لديه ويلازمه طوال حياته ، كما لها تأثير علي اختيار الاختلاطات سواء من نماذج ذي سلوك اجرامي ، أو سلوك قويم أما العمق يعتمد علي عدة عوامل أهمها مكانة مصدر السلوك في نفس الشخص هل هو محبب له أم لا ،  ويبدو أثر هذا الاعتبار واضحاً حين يقف الشخص في موقف الاختيار.
  8. أن التعلم والتدريب الاجرامي بالاختلاط مع نماذج اجرامية ، يخضع لذات القواعد التي تحكم التعلم بصفة عامة ، ولا يعني هذا حتمية اكتساب الاجرام عن طريق التقليد فقط فقد يأتي عن طريق الاغراء مثلاً .
  9. يذهب سذرلاند الي أن الحاجات والقيم ، لا تصلح لتفسير السلوك الاجرامي ، فهي تصلح أيضاً لتفسير السلوك غير الاجرامي .
    مثال: الحاجات والقيم التي تدفع السارق للحصول علي المال هي نفسها التي تدفع الأمين الي العمل للحصول علي المال , ويخلص سذرلاند بعد أن أثبت أن السلوك الاجرامي يكتسب ولا يورث الي أن السلوك الاجرامي ما هو الا انعكاس للتنظيم الاجتماعي السائد ، فالجماعة قد تنظم للسلوك الاجرامي كما قد تنظم السلوك المعتاد للإجرام .
    فقد يبني التنظيم الاجتماعي بطريقة يفوز بها السلوك الاجرامي وقد يبني بطريقة تحول دون ظهور هذا السلوك .

تقدير نظرية سذرلاند 

رغم اظهار النظرية لأهمية المخالطة في خلق السلوك الإجرامي الا أنها كانت موضعاً للنقد من عدة نواحي أهمها:

  1. لم تعتد هذه النظرية الا بالعوامل الاجتماعية في تفسير السلوك الاجرامي.
  2. أن النظرية لم تبين لنا السبب في اختيار الفرد لجامعة معينة للاختلاط بها ،بمعني لماذا يختار الفرد جماعة فاضلة ، وآخر يختار جماعة منحرفة؟
  3. كما انتقدت النظرية فيما تفرضه من أن النماذج الاجرامية مفروضة علي الفرد لا خيار له فيها، وان كان ذلك صحيحاً في الطفولة ال أنها غير مفروضة في مراحل الشباب.
  4. أن النظرية لا تصلح لتفسير السبب في اختيار الافراد عن طريق الجريمة ، فهناك أشخاص يخالطون مجرمين ولا يتأثرون بهم والعكس.
  5. أخذ علي النظرية أيضاً أن الفرد ليس في حاجة الي نظم فنون الاجرام ، لأن النفس أمارة بالسوء ، فالفرد يحتاج الي التعلم والتلقين هو السلوك القويم.

خلاصة القول أن النظريات الاجتماعية قصرت أسباب الاجرام علي العوامل الاجرامية قد باءت بالفشل ، كما فشلت النظريات البيولوجية التي حرصت علي قصر أسباب الاجرام جميعها في داخل المجرم.

  • المقال

  • الكاتب:

    الدكتور مينا فايق
  • تصنيف:

    القانون الجنائي القانون المصري المحاضرات علم الاجرام